الملخص
يهدف هذه البحث إلى التعرف على العلاقة الإيجابية بين استخدام التكنولوجيا في التعليم العالي وتمكين الجامعات والحرص على الجودة لتحقيق الاستدامة للتعليم ومن ثم التنمية المستدامة، فالتعليم في تطور مستمر كما أن للتكنولوجيا تأثيرا هائلا على العملية التعليمية ككل حيث أصبحت وسيلة لتحقيق الغاية والهدف بالنهوض بعمليتي التعليم والتعلم، فأصبح لزاما على التعليم الجامعي اليوم بمختلف أنواعه ومستوياته أن يتكيف مع الحقائق الجديدة في إطار أهمية استخدامه للتكنولوجيا المتطورة، والمشاركة في مجمل الجهود المبذولة في مؤسسات المجتمع في التنمية البشرية وإكسابهم الممارسات والمهارات التعليمية، حتى يكون النظام التعليمي قادر على تحقيق التعليم الذاتي المستدام باستخدام مصادر التعلم وتقنية المعلومات الحديثة والتطلع لكل ما هوجديد، فتشكل الجامعة حينها عاملا من العوامل التي تؤسس للاستدامة من خلال فلسفة شاملة ومبادئ واضحة وتقنيات وأساليب متطورة لتحقيق أهداف متوازنة ومترابطة ومتكاملة لتسريع جهود الجودة الشاملة لخدمات التعليم العالي، بحيث تكون هذه الخدمة قادرة على تأهيل الطالب وتزويده بالمعرفة والمهارات والخبرات أثناء سنوات الدراسة العالية، وإعداده في صورة خريج جامعي متميز قادر على تحقيق أهدافه وأهداف سوق العمل وأهداف المجتمع التنموية، وهذه النتائج الإيجابية للعلاقة بين استخدام التكنولوجيا في التعليم وتحقيق الجودة ترتبط ارتباطا وثيق بالتمكين بالجامعات حيث يعد التوجه الحديث الذي تردد مؤخرا في مجال تطور الفكر الإداري بعد أن تحول الاهتمام من نموذج منظمات الرقابة والأوامر إلى ما يسمى الأن بالمنظمات الممكنة، وما يتبع ذلك من حتمية التحول في البناء الإداري الهرمي التقليدي إلى البناء والنمط الديمقراطي المشارك والأكثر انفتاحا ومرونة، وعليه فالتمكين بالجامعة له أبعاد تتماشى مع جودة التعليم وتطويره فهي تتمثل في: الاستقلالية وتقبل المخاطرة في العمل، المشاركة والاتصال، التعلم والتكوين، العمل الجماعي، والتحفيز، وعليه يضمن التمكين بالجامعة فعالية الأداء وكذلك فعالية استغلال الموارد البشرية على أفضل وجه إذا ما ترافق مع التطور والجودة في التعليم العالي، لتحقيق متطلبات الاستدامة.
محمد حسن رشم و نوفل سمايلي
مجلة المثنى للعلوم الادارية والاقتصادية, 2023,المجلد 13, العدد 3, الصفحات 1-15
DOI:10.52113/6/2023-13-3/1-15
