واقع قطاع الاقتصاد الحقيقي في العراق : المعوقات والسياسات الإصلاحية
- Post by: Muthanna mjdes
- يناير 2, 2025
- Comments off
الملخص
تعمل الدول كافة على تطوير وتنمية اقتصادها الوطني، خاصة تطوير وتنمية قطاعات الاقتصاد الحقيقي، ويعزى ذلك ليس لأهمية تلك القطاعات في تكوين الناتج المحلي الإجمالي (GDP) للدولة فحسب، بل لما تمثله تلك القطاعات من أهمية محورية تمس حاجات الإنسان مباشرة ، فضلا عن ما تمثله هذه القطاعات من مورد مالي كبير للموازنة العام للدولة، لذا تجتهد حكومات الدول، خاص الرأسمالية في تأهيل وتطوير هذه القطاعات. أما في العراق فالأمر يختلف بعض الشيء ، وبالرغم من امتلاك العراق مقومات كثيرة للنهوض بقطاعات الاقتصاد الحقيقي للبلد وتنميته، إلا أن الواقع غير ذلك، إذ بالرغم من تلك الأهمية ما تزل القطاعات التي تمثل الاقتصاد الحقيقي الإنتاجي في العراق متخلفة وتعاني من اهمال كبير، حيث اتكأ صانعو السياسات في العراق بعد عام 2003 على الوفرة المالية التي وفرها تصدير النفط الخام . وتبعا لذلك اهتمت الحكومات المتعاقبة على العراق في كيفية تطوير القطاع النفطي استخراجا وتسويقا، وأهملت جميع قطاعات الانتاج الحقيقي للبلد، حتى اصبح الاقتصاد الوطني بجميع مفاصلة دالة لاستخراج وتصدير النفط الخام، بل اصبحت سياسات الدولة الاقتصادية، والمالية، والنقدية، والتجارية مرهونة بمستوى الإيرادات النفطية . هذا الوضع في الحقيقة ينذر بخطر كبير على مستقبل الاقتصاد الوطني . واستنادا إلى ذلك كان وجوبا على جميع المتخصصين التفكير بحلول والآليات حقيقية بعيدة عن الطوباوية لإعادة التوازن إلى المعادلة الاقتصادية السليمة، وذلك عبر تأهيل وتنمية قطاعات الاقتصاد الإنتاجية في العراق ، وهذا بعينة هو ما سيركز عليه بحثنا هذا ، عبر البحث في المسببات التي أدت إلى انخفاض مساهمة القطاعات الانتاجية في الناتج المحلي العراقي إلى ما دون (6%)، والمحاولة لطرح برنامج إصلاحي بعد تحديد أهم التحديات التي يواجهها قطاع الاقتصاد الحقيقي في العراق .
مجلة المثنى للعلوم الادارية والاقتصادية, 2024,المجلد 14, العدد 4, الصفحات 58-70
DOI:10.52113/6/2024-14-4/58-70