الخلاصة

تجاوزت السياحة بمفهومها المعاصر من مجرد كونها سفر وفعاليات ترويحية، إلى نوع من الصناعة لها أبعادها الاقتصادية والاجتماعية وضمن إطار نوع من تنظيم العلاقات والمصالح بين دول العالم لذلك تعد التنمية السياحية في الوقت الحاضر أحد أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لما لها من قدرة على تحسين ميزان المدفوعات وتوفير فرص عمل وخلق فرص مدرة للدخل، فضلا عن المساهمة في تحسبن اسلوب ونمط الحياة الاجتماعية لعموم أفراد المجتمع.وفي العراق، طالما عانى القطاع السياحي في العراق من مشاكل ومعوقات عديدة أبرزها أداء السياسات الحكومية، فضلا عن الحصار الاقتصادي وما تعرض له العراق من حروب ودمار شديدين طالت معظم الأماكن السياحية، وابتعاده عن وخروجه من دائرة العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية مع باقي دول العالم، الأمر الذي انعكس سلبا على هذا القطاع الحيوي. لذلك فانه بحاجة ماسة إلى تنمية شاملة لما يمتلكه هذا القطاع من مقومات وإمكانيات سياحية ومواقع أثرية ودينية متنوعة، والذي إن تعهدته ورعته الدولة والدوائر ذات العلاقة وبخاصة القطاع الخاص من خلال توجيه الاستثمارات إليه، سيحتل موقعه المتميز في توفير جزء كبير من عائدات البلاد، نظرا لأن قطاع السياحة يعد رائدا في خلق التشابكات مع بقية الفروع والأنشطة الاقتصادية حيث الروابط الأمامية والخلفية لهذا القطاع. كما إن السياحة في العراق تتند إلى المقومات ذاتها التي تقوم عليها في دول أخرى، وهي العناصر الطبيعية والبشرية التي تتمتع بها الكثير من المواقع، فضلا عن الساحة الدينية، حيث تشرف العراق بدعوات الرسل والأنبياء والصحابة والأئمة الأطهار يندر أن يمتلك بلدا أخر نظيرا لها.