الخلاصة

يؤدي نشاط البحث والتطوير دوراً فاعلاً في عملية التنمية في مختلف دول العالم، إذ يُعد العنصر الديناميكي والحاسم في تعزيز تنافسية الاقتصاد، وبناء الاقتصاد المرتكز على المعرفة، الذي يشكل أحد الآليات الرئيسة لتحقيق التنويع الاقتصادي الذي تحتاجه الاقتصادات العربية، ولاسيما الاقتصادات النفطية التي تعيش الآن أزمة اقتصادية نتيجة لتدهور أسعار النفط في الأسواق العالمية. يهدف البحث إلى التعرف على واقع البحث العلمي والتطوير في الدول العربية من خلال استعراض وتحليل جملة من المؤشرات ذات الصلة بمدخلات ومخرجات البحث العلمي والتطوير، وبيان أهم التحديات التي تواجه نشاط البحث العلمي، وسبل مواجهة تلك التحديات. ينطلق البحث من فرضية مفادها ضعف الموارد البشرية والمالية للبحث العلمي والتطوير في البلدان العربية، علاوة على تدني مخرجات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي. اعتمد الباحثان المنهج الوصفي التحليلي، وذلك بالاستناد إلى البيانات المتاحة في تقارير المنظمات والهيئات الدولية، ولاسيما البنك الدولي، ومنظمة التربية والعلوم والثقافة” اليونسكو”، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية. قسّم البحث على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، تناول المبحث الأول نشأة مراكز البحوث والدراسات العربية، بينما ركز المبحث الثاني على مخرجات البحث العلمي والتطوير، وتم في المبحث الثالث استعراض أهم التحديات التي تواجه مسيرة البحث العلمي والتطوير في الجامعات ومراكز الأبحاث العربية، واختتم البحث بالاستنتاجات والتوصيات التي ركزت على زيادة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير، وعلى توجيه سياسة البحث العلمي نحو البحوث المرتبطة بمعالجة مشكلات يعاني منها الإنسان العربي، ولاسيما قضايا الأمن الغذائي، ونقص الموارد المائية والجفاف والتصحر، والتغير المناخي، وغيرها من المسائل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.